لا يزال مسلسل ارتباط النجم الفرنسي 'كيليان مبابي" بريال مدريد مستمرًا وفي كل مرة يستيقظ المتابعون على خبر من هذا الجانب أو ذاك، وذلك مع تطورات مفاجئة وكأنها أمواج ترمي بنا في كل مرة على ضفة بعيدة تمامًا عن الأخرى.

تباين غير مسبوق في قصة أطرافها متعددة وصراعها الأكبر في المنصات الشرفية بين العنيد "ناصر الخليفي" والقرش "فلورنتينو بيريز"، إذ تعدى الأمر بينهما التفاوض المالي وبات الأمر مسألة كرامة، وفي بالوعود وعزة نفس.

لكن الغريب في كل ذلك هو التصرف العجيب الأخير للموهوب ذو ال24 عامًا.

نعم فهناك تيار معاكس لكافة التكهنات والتخمينات يسعى وراءه اللاعب لتفادي التجديد، بل ويريد من خلاله أن يُكسب جميع الأطراف.

فكيف سيفعل ذلك ويكسر كافة القواعد والأعراف التي اعتمدت عليها الأندية على مر التاريخ في تسيير الانتقالات وجني الأموال منها؟

بعد مغادرة العظيم ليونيل ميسي حديقة الأمراء نحو الدوري الأمريكي وبالتحديد إلى إنتر ميامي في تجربة فريدة من نوعها هناك وتتبع زميله البرازيلي نيمار له لكن ببوصلة موجهة نحو الدوري السعودي وأمواله المغرية، بات كيليان مبابي النجم الأبرز والأوحد في نادي العاصمة وكل الأضواء ستسلط عليه بمفرده، إذ سيعول عليه بالدرجة الأولى لحمل فريقه نحو الألقاب والمجد الأوروبي الذي يحلم به الإدارة والجماهير ليل نهار.

وضعية كان يريدها اللاعب بشدة ولعل نزاعاته المتكررة مع نيمار خير دليل على ذلك وبالتالي فهو في الطريق للاستمرار في بلاد الأنوار لموسم إضافي سيرضي فيه من ناحية أخرى رغبة ناديه.

إلا أن ذلك سيجعلك عزيزي المشاهد تتساءل عما إذا كان هناك غباء في الأمر، إذ قد يتبادر إلى ذهنك أن هذه الخطوة غير معقولة إذا ما تمت دون تجديد عقد.

فحينها سيصبح مبابي قادرًا على الرحيل مجانًا من عاصمة الأنوار وسيخرج بالتالي الخليفي بخفي حنين مع خزائن صفرية.

نعم لن تصدق عقلك، ذلك هو المسار الذي سيتخذه بطل مونديال 2018، غير أنه سيقوم باستثناء لم يسبق أن سمعناه في تاريخ الانتقالات وفوق كل ذلك إدارة باريس هي من خططت للأمر.

فحسب برنامج "الشرينجيتو" والشبكة الشهيرة RMC ، أخبرت إدارة النادي العاصمي فتاها المدلل أنه بإمكانه ترك أموال ليست بالهينة أبدًا في خزائنها دون الحاجة لتجديد عقده وذلك عبر طرق متعددة أبرزها الاتفاق على تنازله عن جزء مهم من الحوافز والمكافآت التي سيتحصل عليها مع ريال مدريد في كل موسم له هناك في إسبانيا، إذ تم تقييمها إجمالاً بـ 150 مليون يورو.

حل مفيد اقتصاديًا لباريس سان جيرمان ومتنفس سيجعله يتجنب أيضًا العواقب السلبية التي كانت ستؤثر كثيرًا على مشروعه الرياضي ككل، إلا أنها حيلة ووسيلة لم يسبق أبدًا لنادٍ ما أن اتبعها.

هي بوادر كبيرة تدل على أن الحلقة الأخيرة ستكون إذا بهذا السيناريو العجيب واجتماع كيليان أخيرًا بتوأم روحه أبى إلا أن يكون استثنائيًا بل وأسطوريًا.

Comments

Popular Posts